The Writings of Israel Shamir

Home
Arabic Articles
French Articles
Hungarian Articles
Italian Articles
Norwegian Articles
Polish Articles
Russian Articles
Spanish Articles
Turkish Articles
Friends and Foes
Talmud Translated
Discussion Board
Feedback Form
Picture Gallery 
Search
Donations
Site Map
Links
Contact

 
 
 
 
 
 
 
 

 

أغنية من أجل سينثيا
بقلم:إسرائيل شامير


قضت الطبيعة، فيما يبدو ، بألا تذهب امرأة الى خط النار الا اذا وصلت الأمور الى حد من السوء يهدد أرضها ويضع اهلها موضع خطر حقيقي.و لكن عندما تخطو امرأة مثل تلك الخطوة فأنها كثيرا ما تلقن الرجال درسا في معنى الرجولة.
عندما كانت فرنسا مهددة بالتلاشى تحت أقدام جيوش ملك الانجليز هنرى السادس ، قامت راعية أغنام بسيطة تدعى جان دارك تحمل سيفا ثقيلا وتحث زهرة شباب نبلاء فرنسا على اقتحام أبواب أورليانز. وعندما كانت مدن الجمهورية الأسبانية مهددة بطائرات اللوفتواف، (السلاح الطيران النازى الأحدث الذى بعثه هتلر لمؤازرة حليفه فرانكو)، قالت دولوريس إيبارورى (مؤسسة الحركة الشيوعية الأسبانية) كلمتها التى خلدها التاريخ : "خير لكم أن تموتوا واقفين من أن تعيشوا راكعين الى الأبد".
و في 1990 قبل عام واحد من فورة الانغماس فى الاختلاسات واسعة النطاق والانهماك فى "الخصخصة" التى قاد بها جورباتشوف بلاده الى الكارثة لم يرتفع فى البرلمان غير صوت ساشي أوملتوف العضو عن جبال الشيشان، صوتا لا يقهر، محذرا ورافضا سياسات الديكتاتور. والأن تهب رياح الخلود فى وجه الولايات المتحدة، رياح جاءت من اتجاه غير الاتجاه المتوقع .
لقد صار الشعب الأمريكى رهينة قلة من الأثرياء ، تنوء جيوبهم بثقل الدولارات وترزح قلوبهم تحت وطأة الجشع. لم تشهد بلادا أخرى منذ أزمنة سحيقة مثل تلك الفروقات فى الدخل و مستوى التعليم والمعيشة التى تشهدها الولايات المتحدة اليوم.
هذا مع العلم أنه فى امكان ثروة الأمة أن تكفل لكل أمريكي تعليم أكثر من ممتاز و رعاية صحية مثلى تصل حد الكمال و طفولة سعيدة و شيخوخة آمنة. ومسكن مضمون ، و اوقات فراغ تتيح للجميع التفكير في خبرات جديدة وصحبة الأصدقاء القدامى. باختصار كان فى استطاعة أمريكا ان تكون اليوم فى طريقها الى عصر ذهبى تشمل الجميع فيه عباءة السعادة و الحكمة.
ولكن و بدلا من ذلك تعتصر موارد البلاد مجموعة ضئيلة من الناس تضلل الأمة من أجل أن تضيف بليونات من الدولارات إلى خزائنهم الممتلئة أصلا. وهؤلاء سوف يدمرون الولايات المتحدة، بكل تأكيد، بجشعهم اللامتناه، فعبادة المال أعمتهم حتى أنهم أصبحوا لا يرون الناس من حولهم ، كما لو كانوا لا ينتمون إلى ذات النوع .و إذا أرادوا ان يشعروا بالرضا عن أنفسهم ويظهرون تعاطفهم مع بنى جنسهم فإنهم يرسلون الأموال إلى إسرائيل بدلا من فقراء بنى وطنهم. فمن بين كل خمسة دولارات يدفعها المواطن الأمريكي تذهب اربعة إلى الدولة اليهودية. هذا يتم دون توقف كما لو أن الساسة الأمريكيون يرتعدون أمام جنرالات اسرائيل الى الحد الذى يشلهم تماما عن معارضة إرسال المزيد والمزيد من الأموال ومن خلال "آليات" الديمقراطية داخل الكونجرس نفسه.ان تدعيم إسرائيل ليس من قبل السياسة الخارجية كما قد يظن البعض، إنما هو شريعة عبدة المال ووثيقة تعاقدهم التى يوقعونها بالدم : دم الفلسطينيين.
امرأة واحدة رفضت التوقيع ، امرأة اسمها سينثيا ماكيني، عضو الكونجرس عن ولاية جورجيا . رفضت سينثيا ماكينى ما وقع عليه اربعمائة من أعضاء الكونجرس فضلوا مصالحهم الخاصة على مصلحة البلاد.
كان أسلاف سينثيا عبيدا في مسقط رأسها جورجيا، و لكنها واحدة من قلة من الرجال الأحرار في الكونجرس الأمريكي ( كما اعتدنا نحن الإسرائيليين أن نصف جولدامائير بأنها الرجل الوحيد فى برلمتننا ) إنها امرأة سوداء ، و لكنها الرجل الأكثر بياضا بينهم جميعا، كما كان من الممكن القول فى حقبة العنصرية السافرة. سيتثيا تعلم تمام العلم ان مجتمعات الأفارقة الأمركيين (كما أصبح يطلق على السود هناك) فى أمس الحاجة الى البلايين التى تذهب لمعونة اسرائيل. لقد أرادت سينثيا ، في مواجهة الانسحاق الذليل أمام اللوبي الصهيوني أن تؤكد سيادة شعبها واستقلال الكونجرس الأمريكى.
سينثيا ليست الوحيدة التى جرأت على مثل هذا الفعل فهناك باربارا لي وهى أيضا أفرو-أمريكية وعضو بالكونجرس والتى كانت الصوت الوحيد الذى ارتفع ضد التدخل في أفغانستان . كما دعم كل من جون كونيارز ، جيسي جاكسون ، و ماكسين ووترز القضية الفلسطينية في كثير من المناسبات .و صوت رون بول عضو الكونجرس عن ولاية تكساس ضد كل فروض الولاء الدنيئة التى أراد البعض اظهارها للجنرال شارون .نايك رحال ، جون سونونو ،ديفيد بونيور، اؤلائك كذلك لا يلينوا .لكن سينثيا كانت أكثر افصاحا فى رؤيتها للشر المترتب على ما يحدث فى الكونجرس. فقالت دون مواراة:" إن هناك العديد من الأعضاء الذين يتطلعون إلى الحرية من رقبة الضغوط التى تمارس عليها. و أنا واحدة منهم .أريد أن أكون حرة في التصويت طبقا لما أعتقد ووفقا لضميرى ، لكنني أخبرت بأنني إن لم اصوت لصالح الدعم العسكري لإسرائيل فعلى الا أتوخى الخير من جراء ذلك .وبالفعل لم أوقع ولم يأت لى ذلك الا بالمعاناة عاما بعد عام فى صمت ودون أن يجرؤ على مؤازرتى أحد . عندئذ ، مثل عبد وجد الطريق لشراء حريته شرعت فى العمل..لقد أردت أن أكون حرة ، حرة في الادلاء بصوتى كما يترائى لى في الكونجرس الأمريكي ، لا كما يملى على."
و الآن تنتظر سينثيا فرصة إعادة انتخابها لكن الأمل ضعيف حيث أن اللجنة الأمريكية الاسرائيلية للشئون العامة، (AIPAC) وهى منظمة مخيفة تمثل رأس الحربة فى تنظيم المجتمع اليهودى داخل أمريكا، استهدفت سينثيا بالفعل. فهم لا يريدون أصواتا مستقلة في "الكابتول". كما أنهم يستخدمون سطوتهم المالية العظيمة، وعلاقاتهم المتشعبة فى المجال الاعلامى وفى الجامعات من أجل خنق كل صوت حر يعلو فى مواجهة مصالحهم.
لقد استطاعوا إزاحة إيرل هيليارد وهو رجل كونجرس اسود آخر رفض الانحناء لشارون و الآن يخططون للقضاء على سنثيا . لو نجحوا فإن قضية الحرية سوف تتعرض لانتكاسة كبيرة . أما اذا نجحت سيتثيا فان أسطورة السلطة المطلقة و النفوذ غير المحدود لليهود سوف تتبخر .و سيصبح من حق أمريكا أن تأمل في أيام أفضل ، حيث لا يمثل موقف عضو الكونجرس من اسرائيل ما يمثله الآن. وبما أن الدعم أو الرفض لاسرائيل و سياساتها يمثلا الأجتدة السياسية لممثل الشعب، يتوجب علينا أن نؤكد أن سينثيا ليست "ضد اليهود" بما أن الكثيرين من أصل يهودى أناسا طيبين. لكن المجتمع اليهودى المنظم (أو المسيس صهيونيا) يستخدم سياسات مثيرة للغثيان فى كل من مجالى الشئون الداخلية و الخارجية على حد سواء. هذا لا يمنع أن هناك غرباء مدهشين، "بقايا اسرائيل" (التوراتية) يلفظهم المجتمع اليهودى الأمريكى المتعصب بنفس القدر الذى يلفظونه. هؤلاء يريدون الاندماج فى فلسطين وفى الولايات المتحدة وقد آزر بعضهم سينثيا فى حملتها كما أن أحد "الغرباء" هؤلاء يدير لها حملتها. من خلال هؤلاء سوف يتحقق وعد الرب لابراهيم الذى يقول: "سوف يباركك الناس جميعا".

مثل هذا التأويل لن يسعد بالطبع الحاخام ميشيل ليرنر محرر "تكون" : (وهى نشرة يهودية تقدمية شهرية ) تصدر فى كاليفورنيا ، لأنى لست متأكدا أن الحاخام ليرنر سوف يبارك (بضم الباء) بنفس القدر.
لقد تحدث ليترنر داعما سينثيا و لكنه طالب في ذات الوقت بضرورة قبول اسرائيل كعضو فى حلف الأطلنطي أو توقيع معاهدة دفاع مشترك مع أمريكا وكأن الدعم السياسي الأمريكي للدولة اليهودية العنصرية ، ليس كافيا. وهو ما يدلنا على عدم جدية المؤازرة والدعم لموقف سينثيا الذى تنادى به ليرتر.
لقد نقدت سينثيا بوضوح هيمنة اللوبى اليصهيونى وتحدثت ضد العلاقة باسرائيل. أما ميشيل ليرنر فيود انجاز أهداف ذلك اللوبى المهيمن بزعم محاربته. ومثل ذلك اللؤم المثقف ليس غريبا على الصهاينة "السريين" ممن يعملون خارج مجالاتهم كعملاء مخترقين وقد أدى ميشيل ليرنر دورا مثيلا فى مؤتمر ديربان. فى المرة القادمة لن يدهشنا لو أنه وقف محاربا انتشار الهروين عن طريق المطالبة ببيعه فى المحال العامة! وعلى سينثيا وأمثالها فى الكونجرس أن يقبلوا مساعدة الحاخام بقدر، وأن يرفضوا مقايضاته السياسية من أجل الصهاينة بلا تنازلات.
ان سينثيا ليست صوتا للناخبين يفصل ما بين البيض و السود ولا بين الديمقراطيين و الجمهوريين ، و لا يسارا ضد يمين ، إنها صوت الشعب الأمريكي في مواجهة المصالح الأجنبية .إنها سيدة الكونجرس التي جرؤت أن تذكرنا بما حدث لبحارة السفينة "ليبرتى" الذين سفحتهم الرشاشات و الصواريخ الاسرائيلية. انها المرأة التى ذكرت سامعيها بفارس عودة، الطفل الفلسطينى الشجاع الذى واجه الدبابة الاسرائيلية بحجر وقتل. انها المرأة التى تقف ضد الجشع المنظم. وتقف مع الطبيعة التى يعتبرها الجشعين غير ذى أهمية. تلك المرأة التى سميت على اسم تلك التى هواها الشاعر الرومانى وقال عن نفسه انه "ليس سوى فارسا مفعما بالدهشة فى عشق سينثيا الغاضبة"، امرأة أمريكية تماما، تحمل بين جنباتها روح أمريكا الأصيلة، ذلك البلد الذى لا يريد ان يموت. فى مثل تلك الأوقات التى تنادى الأرض فيها ابناءها و بناتها يتقدم المخلصون منهم نحو خط النار. لقد سمعت سينثيا النداء و لبت ودعمها اليوم ما هو الا امتحان لكل أمريكى على مدى صدق حبه لوطته، وايمانه بمستقبل أمريكا بوصفها عضوا فى العائلة البشرية أمة مسالمة ،تتحمل الندية و المساواة مع سائر الأمم لابوصفها قوة تفرض شريعة الجشع. علينا اليوم ان نلتف حول سيتثيا وان نؤازرها و ندعمها كما استجاب النبلاء الفرنسيون لجان دارك .
سواء كنت من أصول الرقيق الافريقية ، أو كنت مهاجرا مسلما، ،أو يهوديا محبا للحرية أو مسيحيا ولد مجددا فى دينه، أو إبنا للكونفيدرالية أو بنتا للثورة الأمريكية ، ها هو وقت الوحدة قد حان من أجل سينثيا و من أجل أمريكا.
ـــــــــــــــــ
إسرائيل شامير صحفي إسرائيلي يقيم في يافا ، و مقاله يمكن إيجاده في موقعه :ألخ
 


 
 

 





 

Home  English Articles  French Articles  Hungarian Articles  Italian Articles  Norwegian Articles  Polish Articles  Russian Articles  Spanish Articles  Friends and Foes  Talmud Translated  Discussion Board  Feedback  Picture Gallery  Search  Donations  Site Map

Send web related mail to webmaster@israel.net   and send mail with questions or comments about this web site to info@israelshamir.net

 Last modified: November 23, 2002